Description
عبير قوافي آلين: سيمفونية الرعب
في قريةٍ نائيةٍ غارقةٍ في ضبابٍ كثيفٍ، عاشَ شاعرٌ بسيطٌ يدعى آلين. لم يكنْ ثريًا، بل كانَ فقيرًا، يعيشُ في كوخٍ متواضعٍ مع زوجته الحبيبة إيزابيل وابنهما جاسبر وابنتهما ليلي. كانَ آلين مُوهبًا في كتابةِ الشعرِ، لكنّ قصائده لم تحظَ بالتقديرِ الذي تستحقّه.
كانَ أهالي القريةِ يسخرونَ من قصائده، ويصفونها بأنّها تافهةٌ وغبيةٌ. لم يُثنِهِم ذلك عن إبداعه، بل زادَهُ إصرارًا على تحقيقِ حلمهِ بأنْ يُصبحَ شاعرًا مشهورًا.
في إحدى اللياليِ العاصفةِ، داهمَ لصوصٌ كوخَ آلينَ. قُتِلَتْ إيزابيلُ وجاسبرُ وليليُ في هجومٍ وحشيّ. عاشَ آلينَ مأساةَ فقدانِ عائلتهِ وحيدًا، غارقًا في حزنٍ عميقٍ ويأسٍ مُقعدٍ.
في خضمّ يأسِهِ، صادفَ آلينَ كتابًا قديمًا مُغبرًا في عليةِ كوخهِ. كانَ الكتابُ مُجلّدًا أسودًا، مُزخرفًا بنقوشٍ غريبةٍ ومخيفةٍ. فتحَ آلينَ الكتابَ بفضولٍ، فظهرَ أمامهُ شيطانٌ يُسمّى ألبيرتُ.
عرضَ ألبيرتُ على آلينَ صفقةً غريبةً: قوةٌ هائلةٌ مقابلَ روحهِ. وافقَ آلينُ على الصفقةِ دون ترددٍ. أرادَ الانتقامَ من اللصوصِ الذين دمّروا حياتهِ، وأرادَ أنْ يُصبحَ شاعرًا مشهورًا يُلهِمُ الخوفَ في قلوبِ الناسِ.
منحَ ألبيرتُ آلينَ عقدًا سحريًا، وفَتحَ لهُ بوابةً إلى عالمِ الجنِّ والشياطينِ. سيطرَ آلينُ على الجنِّ والشياطينِ باستخدامِ العقدِ، وبدأَ في كتابةِ قصائدَ مُخيفةٍ تُسبّبُ الهلوساتِ للناسِ.
أصبحتْ قصائدُ آلينَ مشهورةً، لكنّها لم تكنْ مشهورةً بالجمالِ أو الإلهامِ، بل بالخوفِ والرعبِ. كانَ الناسُ يُصابونَ بالذعرِ عندَ سماعِها، ويُشاهدونَ أشباحًا ومخلوقاتٍ غريبةً في أحلامِهم.
تحوّلَ آلينُ إلى شاعرٍ مُخيفٍ يُلقّبُ بـ "عَبيرُ القوافي". عاشَ وحيدًا، غارقًا في الظلامِ، مُحاطًا بالجنِّ والشياطينِ. لم يُحقّقْ سعادتهُ، بل فقدَ إنسانيّتهُ وأصبحَ عبدًا للشرّ.